النباتات الطبيعية :
التنوع الكبير في صور الأحياء سواء على مستوى الأنواع أو
الكثافة أو التوزيع هو محصلة طبيعية لصور التفاعل والتأقلم بين الكائنات الحية من
ناحية وعناصر بيئتها من ناحية أخرى ، إذ يمثل الإقليم الحيوي مساحة معينة من
الغلاف الحيوي يسودها أشكال معينة من الكائنات الحية تميزها عما يجاورها من مساحات
تختلف فيها صور الأحياء .
طبيعة الأقاليم الحيوية في ليبيا :
ينعكس نمط الموارد الحيوية وطبيعتها في شخصية الإقليم في
السمات التالية :
1. الارتباط المتميز بين النباتات والحيوانات الكائنة
فيه إذ يمكن اتخاذ الصور النباتية الطبيعية – ولا دخل للإنسان فيها – دليلاً على
تفاعل الظروف الطبيعية مجتمعة ، فالغطاء النباتي ( نتيجة لتفاعل الموقع الجغرافي
مع عامل التضاريس والمناخ والتركيب الجيولوجي للصخور التي اشتقت منها التربة )
يلعب دوراً كبيراً في تكوين التربية وفي تعديل بعض المؤثرات المناخية المحلية بل
قد يؤثر في بعض المظاهر الطبيعية الأخرى بما فيها بعض المظاهر الجيومورفولوجية .
وللغطاء النباتي تأثير واضح في حياة الإنسان والحيوان فالغطاء
النباتي يؤثر تأثيراً كبيراً في حياة الإقليم الاقتصادية . ويؤثر بالتالي في حياة
الإنسان الاجتماعية وفي مستواه وحضارته وترتبط حرفته إلى حد كبير بالغطاء النباتي
السائد كما يرتبط نمط الإنتاج بنوع النباتات المتوفرة .
2. مر تطور كل إقليم بعدة مراحل ظهرت وانقرضت فيها أنواع
مختلفة من الأحياء حتى وصل إلى الصورة الحالية المميزة له ، إن نمط التوزيع
النباتي يتبع بمراحل التعاقب بين مجموعات الغطاء النباتي الحالية وتظهر مراحل
التدهور كما هو الحال في مناطق حوض البحر المتوسط من بنية الغطاء النباتي من مرحلة
الغابة إلى مرحلة الأحراش أو الماكي إلى مرحلة الشجيرات ومنها إلى مرحلة الشجيرات
الصغيرة القصيرة ثم إلى مرحلة أراضي الأعشاب الحولية وأخيراً إلى مرحلة الأراضي
الجرداء ويلاحظ هذا في أجزاء إقليم سهل بنغازي والإقليم الجنوبي للجبل الأخضر .
إن التعاقب التجددي بتكوين ما يعرف بنباتات الذروة يتبع
نفس المراحل السابقة بشكل مخالف إلا أن الزمن اللازم لحدوث هذا التعاقب أو التجديد
غير معروف .
3. يظهر كل إقليم نوعاً من التوازن بين ظروف كل بيئة وما
به من الكائنات الحية فيلاحظ مثلاً في إقليم الغابات وأحراش الجبل الأخضر لأنواع
من الحيوانات المستأنسة مثل الماعز والأغنام والأبقار ومن الحيوانات البرية مثل
الثعالب والذئاب والأرانب والغزال وغيرها ، ويمكن تصنيفها على أساس أقاليم حياتية
.
4. إن الشخصية الإقليمية المميزة ليست ثابتة وليس لها
صفة الديمومة بل قابلة للتغيرات التي تمس عناصر بيئتها وما يصاحبها من تغيرات في
الغطاء الحيوي ، وبذلك يعد الإقليم ديناميكي الشخصية ، إذ تعد هذه المساحات
الشاسعة من الأراضي شبه الصحراوية والصحراوية قديماً أصغر بكثير من حجمها الحالي ،
كما كانت تمتاز بمناخ رطب يشبه مناخ غرب أوروبا الحالي ، وهناك أدلة وشواهد تثبت
صحة ذلك منها النقوش والرسومات الصخرية في الصحراء الكبرى في جبال أكاكوس في جنوب
ليبيا التي تعبر عن حياة رعوية زاخرة في الأزمنة الغابرة والعثور على بقايا هياكل
الفيلة الهندية والتماسيح في جبال تبستي يعد دليلاً على غزارة الأمطار التي كانت
تسقط على الصحراء وما انتشار الأودية الجافة والبحيرات الصحراوية والكثبان الرملية
إلا دليل على المناخ الرطب الذي كان يسود منطقة الصحراء الكبرى قبل فترة لا تتجاوز
( 10 – 15 ) ألف سنة.
Comments
Post a Comment